موضة الاعتصام
في يوم الجمعة 25 آذار ... ذهبت للصلاة في جامع الملك حسين في حدائق الحسين، طبعاً اكتشفت أنه كان في مسيرة ولاء و إنتماء عن طريق مجموعة شباب "نداء وطن" و مما رأيت فقد كان هناك الكثير من الأهالي و العائلات القادمة من شتى مناطق المملكة، باصات نقل تحمل أسماء محافظات و ترفع "يافطات" بأسماء عشائر و شعارات ... تدعو لالإنتماء للأردن و الولاء للملك عبدالله الثاني، كما تدعو للإصلاح ، و في مقابلة على قناة أردنية "ليست قناة عمان" طالب المشاركون بالمسيرة و بكل وضوح بالأصلاح في أقرب وقت و عدم تعارض الأصلاح مع الولاء و الانتماء.
و في المقابل ... أو حتى ليس في المقابل ... في الواقع لقد كانوا في نفس الجهه ... شباب "24 آذار" الذين تجمعوا على ميدان جمال عبد الناصر "دوار الداخلية" منذ 24 آذار، و بكل روح رياضية و تعاون مع الأمن العام و الحياة سعيدة، أنا اجزم أن معظمهم يحملون نفس نيّة الإصلاح التي يحملها معظم شباب "نداء وطن"، ولكن لكلّ من الجهتين طريقته في التعبير، و طريقته في سوء فهم الجميع.
شباب 24 آذار: أعرف الكثير منهم عبر موقع الأعلام المجتمعي "تويتر (twitter)" أو حتى على الصعيد الشخصي، و أنا أثق بنوياهم و طموحهم بأردن خال من الفساد، كما أؤيدهم بالاسراع في الإصلاح.
ولكن ما اختلفت فيه معهم هو إغلاق الميدان "دوار الداخلية" و التقليد الأعمى لما حصل في مصر، و بعض المطالب التي تخدم جهات معارضة و صاحبة رؤى مستقبلية للأردن لا تصب بأي شكل في مصلحة الأردن و الأردنيين.
شباب نداء وطن: كذلك أعرف منهم على الصعيدين الشخصي و الالكتروني، و أعرف أنهم و جميع العائلات التي خرجت من المناطق الأردنية المختلفة ... ما خرجوا إلا ليؤكدوا على إنتمائهم و ولائهم و مطالبتهم بالاصلاح، ولكن توجّه البعض منهم إلى دوار الداخلية و الاشتباك مع شباب 24 آذار، و حتى الأشتباك بالكلمات ليس بالتصرف المحمود المنشود.
الأمن العام و الدرك: أثبتوا حرفيتهم في التعامل مع الموقف في يوم الخميس ... فقد كانوا متعاونين مع المعتصمين و وفروا لهم الأمن و التعامل المناسب، كما أنهم اتجهوا للقوة عصر الجمعة بعد وجود تشابك بالأيدي، و فض الصدام ... كما يجب ذكر أن الاصابات كانت من جميع الأطراف (شباب 24 آذار، شباب نداء وطن، حتى الأمن العام و الدرك)، ولكن مجموعة منهم (خلينا نحكي) انفعل زيادة عن اللزوم.
في نظري:
القصة صارت موضة ... الكل يؤيد الأصلاح و هي من أهم المطالب، حتى أني كنت أؤيد الاعتصام و المطالبة، ولكن نبني خيم و نبيت لالليلة التي تليها، و نشطف بعد أول يوم فهذا مجرد تقليد و اتباع موضة، بالاضافة للمطالب ... فقد كانت نفس مطالب حزب المعارضة الاتجاه الاسلامي التي تقود لمؤامرة وطن بديل. و المطالبة بنزول الجيش لحمايتهم ؟!!! زودتوها !!
كذلك بالنسبة لمسيرة حدائق الحسين و توجه مجموعة منهم إلى دوار الداخلية، فالقصة بالنسبة لهم أصبحت أردني و فلسطيني، لأنهم لا ينظروا بالمنظور الكامل، و شعار "ملوخياتك و عالجسر" أصبحت بنسخ متعددة.
حتى بعض الدرك ... يعني مش كل واحد بطالب بالاصلاح ضد النظام و العسكرية.
أظن أن الأردن حالة خاصة (هذه حقيقة) لوجود أهم قضية بالنسبة للعرب و المسلمين و هي فلسطين بلصقها، فتدخل سياسات خارجية أكثر من وارد، بالاضافة لحالة الاستقرار الموجودة في الاردن تختلف عن غيرها من الدول الشقيقة، وليس حل كل إصلاح عمل ثورة و تغيير النظام ... التفكير بعقلانية مطالب، و تفهم وجود أطراف أخرى في المعادلة أصبح و كان و سيظل يكون واجباً.
والله يا أبو شرك قبّعت و ولّعت الدنيا.
Recommended Posts:
I read this early morning , :)
ReplyDeletethx 4 the update ...
الله يستر يا صديقي
و الله عم بتصير شوربة "أكثر" و أكثر
!
أعجبتني تعليقاتك المتوازنه وياريت كل الشباب يفكروا ويتقبلوا الأمور مثلك بدون عصبية
ReplyDeleteفرصتنا في الأردن أن نقفز فوق المرحلة الصعبة التي خاضها إخواننا في تونس ومصر ونتابع معهم من حيث وصلوا .. لأن حكومتنا فتحت الأبواب على مصراعيها لتناول الإصلاح من النقطة التي انتهى اليها أهل مصر وتونس ... الحوار الوطني وتعديل القوانين من أجل مزيد من الحرية ومزيد من تمكين الشعب ليحكم نفسه بالانتخابات النزيهة وتشكيل الحزاب وتداول السلطة بينهم ومحاسبة الفاسدين وتطوير البلد لتحسين مستوى المعيشة وترسيخ العدالة الاجتماعية...
الأمر ماعاد يحتاج اعتصامات ... بل مشاركة في الحوار الوطني وبرمجة التغيير نحو الأفضل ...
يعني بصراحة وبدون مجاملة ، هل تعتقد أني كنت منطقية ومعتدلة في روايتي ووصفي لما رأيت فقط (لا أنفي أو أؤكد الا ما رايت عكسه ) أم اني متحيزة او غير صادقة فيما وصفت ؟
ReplyDeleteلقد حاولت التعبير عن شعور مواطن عادي يحمل درجة الدكتوراه ولديه خبرة كافية في القطاع العام في مناطق مختلفة من المملكة؟
هناك كلمات ومشاهد بين السطور لمن اراد التمعن، ويشهد الله اني قرأتها 10 مرات قبل نشرها للتحقق من عدم الاساءة لوطني وصورته ، لا لاشعال الفتنة "شباب اذار وندا وطني" كلهم على نفس المسافة مني. لست محققا او مخبرا لاصف التفاصيل ، حاولت التحدث عن وضع مقلق مخيف مرعب وشعوري نحوه كمواطنة.ولمن اراد التفاصيل فهي موجودة عندي وليست للنشر ، دفعنتي مبالغة البعض على تويتر والاعلام لوصف ما رأيته . شكرا جزيلا لك " احب النقد لي وارحب به ولا اريد المدح والاشادة".